السلام عليكم شباب
أحيانا يتبادر إلى ذهن اللاعب المبتدء أفكار محيرة عند قدومه إلى صالة التدريب، ومن الأسئلة الشائعة بين المتدربين ” أيهم أفضل ؟ الدامبلز (ليزالطير) أم البار أم الأجهزة ؟ ” هنا تبدأ حيرة اللاعب إذا كان شديد الحرص على تطور جسمه بل يستهويه الفضول للسؤال عما إذا كان هذا التمرين سيفيده أكثر من ذاك التمرين …
دعنا نتفق على شيء واحد أولا، المصممين والمهندسين والمتخصصين لن يقوموا بصناعة أو تطوير أي جهاز إلا وتم اختبار مدى تأثيره وفعاليته على كل عضلة بالجسم، بل وأنفقوا ملايين الدولارات على الأبحاث و التجارب من أجل ذلك، فإن القول السليم أن جميع الأدوات التي تستخدم في تمارين بناء الأجسام ذات فائدة ولكل منها مميزات و عيوب لذا وجب على اللاعب عمل توليفة منها جميعا لتحقيق اقصى استفادة و استجابة عضلية حسب نوعية جسمه والهدف الذي يريد الوصول إليه.
وعلى هذا يجب اولا التحدث عن شكل الحركة و عن حركة المفاصل و العضلات المشاركة في أداء أي تمرين لمعرفة تأثير كل من الدنابل والبار و الجهاز ومن هو المؤثر و لمن سيكون الإختيار لفترات التدريب ومراحله.
الدامبلز (ليزالطير):
من مميزاته أنه يمنحك الحرية في الحركة فهو يقوم بعمل مدى حركي كامل من أعلى نقطة لأسفل نقطة، لذا فهو يقوم بتنشيط جميع أنسجة العضلة كما يمنحك التمرن بزوايا مختلفة، إذن فهو أكثر تاثيرا من ناحية الضخامة عن باقي الأدوات الأخرى. لقد أكدت التجارب العلمية والعملية للتدريب أن التمرين بالداملبص يعطي اللمسات الأخيرة للتقدم، فكما ذكرنا أنه يعمل على تشغيل الزوايا العضلية أو الألياف التي لاتعمل بالبار، بل هناك زوايا عضلية استحالت أن يكون للبار دور في تضخيمه. نستنتج مما سبق أنه في حالة وجود عضلة عنيدة التقدم فمن الممكن أن يعتمد اللاعب على الدامبلص.
هذا لا يعني عند كل تمارين أعضاء الجسم، فمثلا لبناء الجزء العلوي من الصدر يقوم اللاعب بتمرين البنش بريس دملبص أعلى، باعتبار أن المد يكون في أقصى حالاته، لكن في تمرين البنش بريس أسفل لن ينفع الدمبل نتيجة لحرية الحركة التي تزيد من احتمالية التعرض لإصابة.
البار :
لا شك أن للبار دور قوي في نمو كل عضلات الجسم سواء بالنسبة للاعبين المبتدئين أو المتقدمين، فمن مميزاته تشغيل مجموعات عضلية كبيرة مع بعضها البعض، فمثلا أثناء تأدية تمرين الصدر بالبار في الكرسي المستوي فإننا ندرب ثلاث عضلات مرة واحدة ” عضلة الصدر، عضلات الترايسبس و عضلات الأكتاف الأمامية ” ، كما أنه يساعد اللاعب على حمل أوزان أكبر من مثيلاتها في الدمبلص لأنه يمنح التوازن و الإستقرار للاعب، وأيضا يمنح الأمان من خلال توفير سهولة المساعدة من جانب رفيق التمرين، لذا فهو يركز أكثر على زيادة قوة المتدرب وذلك من خلال رفع أكبر وزن ممكن.
الأجهزة :
عرف العالم ازدهارا كبيرا في العلم و التكنلوجيا في عصرنا الحالي، وبطبيعة الحال تزامن هذا الإزدهار مع تطور علم بناء العضلات، فقد جرت الكثير من التعديلات على أساليب و أدوات التدريب، وبالفعل تم عمل أجهزة تفي بالغرض أكثر من البار و الدنابل ومن هذه الأجهزة نذكر ” جهاز السميث Smith ” الذي احتل مكانة قوية جدا نهاية السبعينيات من القرن الماضي ولازال حتى يومنا هذا يعتبر الأرجح والأفضل لبناء القوة وتطويرها بصورة أسرع، كون اللاعب يستطيع أن يرفع أكبر وزن ممكن من استخدام نفس التمرين بدلا من البار أو الداملبص بفضل اتجاهه بشكل مباشر نحو هدف واحد لاغير سواء أن تتمرن الأرجل (الافخاذ) أو الصدر وأعلى الصدر أو الأكتاف …
خلال نهاية أعوام التسعينييات أدرك البطل العالمي وعالم بناء الأجسام الراحل مايك مانتزر أن لجهاز النيتلوس ذو الوزن الحر منفعة عظيمة لبناء الألياف وزيادة حجم الكثافة العضلية، فهو يتميز باستهداف أدق زوايا العضلة مقابل إعفاء العضلات المساعدة من الحركة، لذا فهو أفضل وسيلة لعمل فصل للعضلات و تحديدها، ولكن من عيوبه أنه لا يرفع من كفاءة الجسم، والأكثر خطورة هو صناعة أجهزة مقلدة، حيث أن غالبية هذه الأجهزة بدأت تصمم بشكل خاطئ من حيث الزوايا والتركيبة الهيكلية للجهاز ونوعية انسيابية الحركة به حيث أدت الى حدوث تشوهات عضلية للأشخاص الذين يعتمدون عليها بشكل أساسي.
لكن شعبية هذه الأجهزة لم تدم طويلا بعد دخول جهاز السايبكس بالوزن الحر لعالم كمال الأجسام، فقد تنوعت فنونها وإبداعاتها بأجهزة اصبحت هي الرائدة بل هي المتداولة في أغلب الصالات التي يتدرب فيها غالبية أبطال مستر أولمبيا لما لها من تأثيرعلى العضلة، كما أنها تحافظ على الكتلة العضلية حتى بعد ترك اللاعب التدريب لفترة طويلة، بالإضافة إلى أنها مقاومة للجاذبية.
بين هذا وذاك، فالأرجح هو دراسة كل تقنية على حدة ومعرفة مزاياها و عيوبها وبناءا على ذلك يجب عمل برنامج خاص بك حسب نوع جسمك و والهدف الذي تريد الوصول إليه، فإذا سألك أحدهم أيهما أفضل فأخبره أن كل تقنية تكمل الأخرى !
You have visited 0 post(s)